في رحاب مدينة الجونة المطلة على مياه البحر الأحمر، ينسج مهرجان الجونة السينمائي سنويًا حكايات فنية مصرية وعربية، تجسد الأصالة والإبداع على السجادة الحمراء، حيث تتلاقى الأصوات السينمائية العربية لتطل على الجمهور وتضع بصمتها في مشهد عالمي متجدد.كانت انطلاقة المهرجان الأولى في 2017، وسرعان ما تحول من حدث وطني بسيط إلى منصة دولية ذات وزن ثقافي وفني كبير، تعبر عن قوة السينما المصرية والعربية وقدرتها على التواصل مع العالم وتقديم رؤاها الأصيلة بجودة إنتاجية عالية، ونافذة لتعريف العالم بها.الجونة: أكثر من مهرجانلم يعد مهرجان الجونة مجرد عرض للأفلام، بل منصة متكاملة للإبداع السينمائي تجمع بين صناع السينما العرب والعالميين، وتفتح المجال أمام التجريب والابتكار، في بيئة فنية متطورة تُحفز المبدعين على تجاوز حدود المألوف.من خلال ورش العمل، والدعم الإنتاجي، واللقاءات المهنية، أصبح المهرجان يلعب دورًا محوريًا في رعاية الصناعة السينمائية العربية، وتحويلها إلى مشروع مستدام يعزز حضورها في المشهد العالمي.دور مهرجان الجونة السينمائي في دعم المواهب وصناعة المستقبلمن أبرز أركان المهرجان" منصة الجونة السينمائية (CineGouna Platform)، وهي مبادرة تهدف إلى دعم المشاريع السينمائية الجديدة في مراحل التطوير والإنتاج.تتيح المنصة للمخرجين الشباب والمنتجين الناشئين عرض أفكارهم أمام نخبة من الخبراء والمستثمرين وصناع القرار في صناعة السينما.وقد نتج عن هذه التجربة الفريدة خلال الدورات السابقة عشرات الأفلام العربية التي تشاركت في مهرجانات عالمية، ونالت إشادات نقدية واسعةفي دورة عام 2025، يضم المهرجان أكثر من 70 فيلمًا من 40 دولة، بين الروائي والوثائقي والقصير، تحت شعار (سينما من أجل الإنسانية).يركز المهرجان هذا العام على قضايا الأمن الغذائي ضمن إطار اجتماعي وإنساني، تأكيدًا لدور السينما في تحفيز النقاش حول القضايا المصيرية للمجتمعات.كما يحتفي مهرجان الجونة السينمائي بالسينما الفلسطينية عبر برنامج: نافذة على فلسطين الذي يقدم سبعة أفلام وثائقية قصيرة عن الحياة اليومية في غزة، في رسالة فنية وإنسانية عميقة.وبالإضافة إلى ذلك، تحضر السينما المصرية بقوة، عبر مشاركة مجموعة من الأعمال المحلية في المسابقات الرسمية، استمرارًا لدور مصر المحوري في إثراء الصناعة السينمائية في العالم العربي.كيف يصنع مهرجان الجونة تاريخ الفن والتأثير؟يتعامل مهرجان الجونة مع السينما كفن ورسالةٍ في آنٍ واحد، فهو لا يكتفي بتقديم المتعة البصرية، بل يوظف السينما كأداة للتعبير والتأثير.حيث تتناول عروضه قضايا الهوية، والمجتمع، والإنسان، من خلال قصص تلامس الوعي وتثير الأسئلة.وفي دورته الثامنة، يحتفي المهرجان بمئوية المخرج الراحل يوسف شاهين، الذي ترك إرثًا فنيًا لا يُقدر بثمن، تعبيرًا عن عمق الرؤية الثقافية للمهرجان، ويعيد التذكير بدور السينما العربية في الحوار الإنساني العالمي.ولا تقتصر أنشطة مهرجان الجونة على العروض فقط، بل تمتد إلى ورش العمل، والندوات التفاعلية، والحلقات النقاشية التي تجمع النقاد والجمهور وصناع الأفلام في بيئة مفتوحة للحوار والإلهام.وتسهم الورش في بناء وعي بصري وفكري لدى الحضور، وتفتح الباب أمام المبدعين الشباب، لفهم آليات صناعة السينما باحترافية، من الكتابة إلى الإخراج والتوزيع.التكنولوجيا والإبداع: عندما يلتقي الفن بالذكاء الصناعييدرك مهرجان الجونة السينمائي أن مستقبل السينما لن ينفصل عن التقنية، لذلك يضع التكنولوجيا في صميم تطوره.ففي السنوات الأخيرة، توسعت فعالياته لتشمل جلسات متخصصة حول استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام، من تحليل النصوص السينمائية إلى تصميم المؤثرات البصرية وتطوير أدوات المونتاج الذكية.كما يُخصص المهرجان مساحة لتجارب الواقع الممتد (XR) التي تسمح بتفاعل الجمهور مع القصص السينمائية بأسلوب غامر وغير تقليدي.ولا تكتفي هذه المبادرات بعرض التقنيات الجديدة، بل تبرز أهمية التقاء الفن بالابتكار لتطوير لغة سينمائية جديدة قادرة على مواكبة تطلعات جيل زد.كيف يلتقي المبدعين بالجمهور في مهرجان الجونة؟الذي يميز مهرجان الجونة السينمائي الدوري؛ هو كونه نقطة التقاء بين المبدعين والجمهور، ومساحة تشعل الحوار بين الكتاب، المخرجين، الممثلين، المنتجين، والمصورين، لإنتاج مشاريع فنية جديدة وعلاقات مهنية طويلة الأمد.في أروقة المهرجان، تتلاقى الأفكار وتتبلور الرؤى، وتولد مشاريع تُعيد تشكيل المشهد السينمائي العربي، وتشجع هذه البيئة التفاعلية على التعاون وتبادل الخبرات، وتمنح الفنانين منصة للتطور المهني والتقني.وفي هذا السياق، تستمر منصة CineGouna في تقديم دعمها لمشروعات التطوير والإنتاج خلال الدورة الحالية، تم دعم أكثر من 290 مشروعًا في مراحل مختلفة، منها 20 مشروعًا تم اختيارها للعرض ضمن فعاليات المهرجان.كما أُطلقت مبادرة: كلاكيت تاني مرة لدعم خريجي الدورات السابقة، ما يعزز استمرارية العمل الإبداعي في المنطقة العربية.بين السجادة الحمراء والعالم الرقمي: أين يلتقي المبدعون بعد المهرجان؟حين تُطوى السجادة الحمراء وتنطفئ أضواء العرض، يبدأ السؤال الأهم:كيف يستمر المبدعون في التواصل مع جمهورهم بعد المهرجان؟هنا يأتي دور المنصات الرقمية الإبداعية التي تُعيد تعريف العلاقة بين الفنان والجمهور، وتمنح مساحة جديدة لمشاركة الإلهام وصناعة التأثير.كيف يمثل سبسيال امتداد مهرجان الجونة السينمائي في العالم الرقمي؟هنا يبرز تطبيق تواصل اجتماعي سبسيال، الذي يجمع بين المشاهير والعلامات التجارية والجمهور، كامتداد طبيعي لروح مهرجان الجونة، حيث يجمع يعيد تعريف مفهوم المشاركة الفنية كالآتي:احتفاء دائم بالإبداع: يتيح للمبدعين من مختلف المجالات عرض أعمالهم، سواء كانت أفلامًا قصيرة، بودكاست، صورًا فنية أو مقاطع من وراء الكواليس.جمهور تفاعلي: يمكن التطبيق الجمهور من التفاعل المباشر مع الفنانين عبر الإعجابات والتعليقات والمشاركات، والذي يخلق حلقة تواصل حقيقية تشبه أجواء المهرجان.فرص انتشار رقمية: يوفر لأدوات متقدمة لـ صناعة المحتوى ومشاركته، بما يمنح المبدع العربي فرصة للوصول إلى جمهور أوسع دون الحاجة إلى وسطاء.حماية وخصوصية: يولي اهتمامًا كبيرًا بحماية حقوق المستخدمين، ما يجعلها بيئة آمنة لعرض الأعمال والتعبير عن الذات.حمل تطبيق سبسيال الآن وشارك العالم رؤيتك، فالإبداع لا يُعرض فقط على الشاشات، بل يُصنع كل يوم.