شهد عالم التجميل مؤخرًا تصاعد حملات ذكية تدمج القيم والثقافة مع التسويق الرقمي، لكن القليل منها استطاع تحقيق صدى فعلي كالذي أطلقته حملة هدى بيوتي بالتعاون مع الفنان الفلسطيني سانت ليفانت في منتجها الجديد كلمنتينا. فيما يلي نغوص سويًا في أبعاد الحملة، الرؤية وراءها، آليات التنفيذ، العينات الإبداعية، والدروس لكل صاحب علامة وصانع محتوى في المنطقة.بداية حملة هدى بيوتي: فكرة تتجاوز الجمال العابرلم تولد فكرة كلمنتينا من فراغ، ففي مرحلة يبحث فيها المستهلك عن أصالة ارتباطه بما يشتري، عمد الفريق الإبداعي لهدى قطان إلى استلهام اسم المنتج الجديد Faux Filler Jelly Lip Oil من فاكهة الكلمنتينا. فهي ليست مجرد ثمرة في الثقافة الفلسطينية، بل تحولت لمكون عاطفي وتراثي يمثل مقاومة وذاكرة وارتباطاً بالأرض. من هنا، اختير الاسم ليحمل عمقًا أكبر من كونه وصفًا لمستحضر تجميل؛ إنه جسر بين الجمال والهوية.ولم يتوقف الأمر عند الاسم، بل توسع التعاون ليشمل سانت ليفانت، الفنان الفلسطيني الشاب الذي شغل الساحة بموسيقاه المتجددة، وخصوصًا أغنيته الأخيرة: كلمنتينا، التي شاركه فيها الفنان المصري مروان موسى. أعطى هذا الربط للمنتج بعدًا فنيًا وجاذبية لجمهور الموسيقى والترندات الرقمية.كيف صُممت الحملة لتلهم وتؤثر؟لم يكن تصميم حملة هدى بيوتي الجديدة لإطلاق منتجها الجديد عشوائية، بل نتيجة خطوات عمل وإستراتيجيات مدروسة جيدًا، لتحقيق الهدف المرجو منها، وفيما يلي طريقة التصميم:1- اختيار الاسم ودلالاتهلم يكن انتقاء: كلمنتينا مصادفة، فقد استثمرت الحملة في إيجاد رابط عاطفي ثقافي؛ حولت فاكهة مألوفة إلى شيفرة هوية وتراث ملهمة. كل من يستخدم المنتج يشعر بأنه جزء من قصة مرتبطة بعمق الأرض الفلسطينية، صار أحمر الشفاه وسيلة للتعبير عن الانتماء بقدر ما هو أداة جمالية.2- الربط بالموجة الشبابية: سانت ليفانت كمحرك للترنداندماج المنتج مع سانت ليفانت شكل خطوة إستراتيجية هامة، خاصة أن الفنان اشتهر بموسيقاه ذات العمق في الهوية. كما أن التعاون مع مروان موسى في الأغنية أضفى للأغنية والمشروع طاقة جديدة منعكسة بوضوح على الحملة. جمهور سانت ليفانت نشط بشدة على تيك توك وإنستغرام، لذلك وجد المنتج طريقه بسرعة لملايين الشباب في العالم العربي والمهجر. حضور سانت ليفانت وكونه جزءًا من الحملة، وظهوره متوشح بالرموز الفلسطينية، أكسب المنتج طابعًا إنسانيًا ورسخ حضور العلامة وسط الجيل الجديد المتعطش للترابط والحضور الثقافي.3- الموسيقى لغة جديدة للتواصل التسويقيانطلق الفيديو الترويجي لحملة هدى بيوتي بمقاطع من الأغنية التي جمعت سانت ليفانت ومروان موسى، وأُضفي عليه بُعد بصري يرتكز على مشاهد الكلمنتينا، الأراضي الفلسطينية، والرموز التراثية، مع لقطات للفنانين وعقد خارطة فلسطين. لعبت الموسيقى دور إيصال رسائل الهوية والانتماء، كما أنقذت الإعلان من أن يكون مجرد إعلان تجميلي وجعلته تجربة فنية بامتياز.4- موقف اجتماعي حقيقي: الربح لدعم فلسطينالنقلة النوعية التي ميزت الحملة، وربما كانت سبب انتشارها الأوسع، هي التعهد بأن أرباح بيع المنتج ستذهب لدعم الزراعة والثقافة الفلسطينية. أي أن الزبون هنا لا ينال مستحضرًا فقط، بل يصبح شريكًا في موقف إنساني ومجتمعي، مما عزز ارتباط الجمهور بالحملة وبالمنتج.آليات الانتشار والتفاعل: نمو عضوي وذكاء تسويقيلم تعتمد الحملة على الإعلام التقليدي، بل استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي ساحة للإبداع والانتشار العضوي، ومن أبرز الأحداث التي كانت فارقة في حضور الحملة وانتشارها ما يلي:انتشار مقاطع فيديو المؤثرين: شارك العديد من المؤثرين العرب والأجانب تجربتهم مع المنتج عبر قصص قصيرة، مؤكدين على القيمة ورسالة الحملة الاجتماعية.المزج بين القصة الفردية والترويج المجتمعي: ربطت الحملة بين تجربة سانت ليفانت الشخصية، كفنان من أصول فلسطينية حافظ على ذاكرته الثقافية، وبين قضية اجتماعية لها صدى عالمي.العفوية في المحتوى: أبرزت الحملات الرقمية الحياة اليومية، الموسيقى، والعناصر التراثية الفلسطينية داخل الإعلان.نتائج حملة كلمنتينا: أكثر من منتج، بل تجربة اجتماعيةترند على تيك توك وإنستغرام: تحول اسم كلمنتينا وهاشتاج الحملة إلى ترند على السوشيال ميديا، ووصلت آلاف المشاركات إلى مناطق جديدة.إشادة إعلامية عالمية: تناقلت مواقع التجميل والمجلات الفنية العالمية تفاصيل الحملة وأشادت بجرأتها وربطها العميق بين الجمال والهوية والموقف المجتمعي.بيع آلاف القطع في أسابيع: الإقبال على المنتج تجاوز توقعات العلامة، مع تزايد الطلب من الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا.القيمة للمستهلك العربي والعالميالتسويق الذي يتجاوز حدود المنتج ليرتبط بثقافة وقضية إنسانية، يمنح قيمة مضافة للمستخدم النهائي، لم يعد الأمر مجرد شراء منتج، بل أصبح مشاركة في قصة واسعة تدافع عن الذاكرة والهوية وتحقق تأثيرًا ملموسًا. قد دفعت حملة هدى بيوتي الجديدة جمهور كلًا من سانت ليفانت ومروان موسى وهدى بيوتي، لحوار مفتوح عن معاني الانتماء والعمل الخيري المرتبط بتجميل.ماذا يتعلم المسوقون وصانعو العلامات من هذه الحملة؟القيمة تبدأ من رسالة أصيلة: ربط المنتج بهوية أو قضية ثقافية يرفع قيمته ويحول العملاء إلى داعمين وليس مستهلكين فقط.التعاون مع مؤثر أو فنان يحمل رسالة يزيد التفاعل: شخصية المؤثر أو الفنان ليست مجرد اسم، بل قد تكون جسرًا لشرائح جديدة وعواطف حقيقية.التفاعل العضوي أقوى من أي خطة مدفوعة: عندما تصبح القصة حديث الساعة، يتحول العملاء أنفسهم إلى رسل غير مباشرين للحملة.ربط المنتج بموقف أو دعم حقيقي يزيد الثقة: العمل الخيري الملموس، وليس الشعارات الفارغة، يصنع الفرق ويخلق ولاء دائمًا.أهمية بناء محتوى متعدد الأبعاد: المزج بين الفيديو، الموسيقى، الصور، والرواية يمنح المنتج فرصة أكبر للانتشار والبقاء في الذاكرة.كيف يمكن للعلامات التجارية الاستفادة من تطبيق سوشيال ميديا سبسيال؟مع التغير في طريقة إدارة الحملات الإعلانية والقيم التي تركز عليها، تبرز أهمية المنصات التي تضع بين يدي العلامات التجارية أدوات فعالة للتواصل مع المؤثرين والمشاهير دون عناء البحث، مثل تطبيق سبسيال، والذي يقدم ما يلي:يمكنك عبر تطبيق سبسيال اختيار المشهور الأنسب لحملتك من قائمة تضم أسماء متنوعة ومصنفة حسب مجال التأثير والجمهور.بإمكانك طلب إعلان مباشر، دعوة لحضور مناسبة وتغطيتها، أو تعيين سفير دائم لعلامتك التجارية من خلال التطبيق.تحدد نوع الخدمة التي تناسب هدفك، تعبئة التفاصيل، وترسل الطلب بسهولة من صفحة كل مشهور على المنصة.جميع عمليات التعاون واضحة وموثقة مع حماية للطرفين وإمكانية تعديل أو إنهاء الاتفاق بشكل مرن.متاح لك تنويع أنواع الإعلانات، من منشورات، صور، وفيديوهات إلى فعاليات وتجارب مشاركة حية مع المتابعين.سبسيال، هو تطبيق سوشيال ميديا صُمم ليضمن لك سهولة إدارة حملتك من الفكرة وحتى التنفيذ، والوصول لجمهور واسع عبر المشاهير الذين تثق في تأثيرهم.لا تتردد في تجربة تطبيق سبسيال الذي يوفر لك كل ما تحتاجه لبناء حملة إعلانات مشاهير ذكية وقابلة للقياس، من الإبداع وحتى النتائج النهائية.